دراسة تؤكد استخدامات البقدونس والزعتر في علاج الربو الشعبي والعديد من الأمراض
كشفت دراسة حديثة قامت بها الباحثة السعودية مها بنت إبراهيم الخلف أن أكثر من مليوني شخص في المملكة يُعانون من مرض الربو الشعبي, بنسبة تبلغ ما بين 10-12% من إجمالي عدد السكان, كما أن انتشاره بين أطفال المدارس يختلف من منطقة إلى أُخرى بسبب اختلاف العوامل المناخية.
وهدفت الدراسة إلى استخدام ثلاثة من النباتات الطبيعية المعروفة وثلاث من المواد الفعالة في تلك النباتات وهي البقدونس والزعتر وحصى البان والمواد الفعالة هي: فيتامين ج, والثيمول ,وحامض الروزمارينك. بغرض دراسة أثر هذه النباتات ومركباتها الفعالة على حالة الربو الشعبي.
فقد ذكرت الباحثة أن نبات البقدونس يحتوي بكامل أجزائه على زيت أساسي يسمى بالزيت العطري, يتكون من العديد من المركبات الهامة مثل الأبيول، والميرسيسيتن، والليمونين, ويُعتبر من أغنى النباتات بمركب الليتلوين الذي يعمل كمضاد للأكسدة حيث يتفاعل بقوة مع الأكسجين النشط مكوناً جزيئات من شقوق الأكسجين مما يُساعد على منع تلف الخلايا, ويحتوي البقدونس على معدلات عالية من حامض الأسكوربيك من الأوراق الطازجة مما يُعادل أمثاله في البرتقال وهو من أهم مضادات الأكسدة الذائبة في الماء والتي تحمي من خطر الجذور الحرة التي تُسبب العديد من الأمراض. وأدرجت الباحثة في بحثها العديد من الاستخدامات لنبات البقدونس منها كلبخات في حالة الكدمات والالتواءات ولدغات الحشرات, ويستخدم مطحون الأوراق كوصفة جيدة لمعالجة الرضوض وخراجات الثدي وكمضاد للتقيحات.
كما يصنع من نبات البقدونس غسول يعالج حالات جفاف الجلد وكغسول للعين لمعالجة إجهاد العين تستخدم عصارته لتخفيف آلام الأسنان. وتُعتبر مادة مغذية وفاتحة للشهية, ويستعمل أيضاً كمهدئ للأعصاب, ولعلاج أمراض فقر الدم لاحتوائه على نسبة جيدة من عنصر الحديد, كما انه غني بحامض الفوليك والميريستين اللذين يُعتبران من العوامل الهامة الحامية من الإصابة بنوعين من السرطانات الخطيرة والشائعة وهي سرطان القولون وسرطان الرحم.
وبينت الباحثة في دراستها أن للزعتر العديد من الاستعمالات منها انه يمكن عمل كمادات من الزعتر توضع على الجروح المتقيحة, بالإضافة إلى أنه مفيد كمطهر خارجي للجلد والجروح, ومنشط ممتاز لجلد الرأس ويمنع تساقط الشعر ويُكثفه وينشط نموه, كما يعتبر زيت الزعتر سام إذا أخذ بكميات كبيرة ومهيج للجلد إذا وضع عليه, ويعتبر من أكثر النباتات احتواءً على مضادات الأكسدة، لذا يمكن إضافته للمواد الغذائية المعلبة ليمنع الأكسدة بدلا من إضافة المواد الصناعية التي تضر بالصحة.
أما نبات حصى البان والذي يسمى اكليل الجبل او ندى البحر يحتوي العديد من المركبات البيولوجية النشطة التي ثبت أن لها نشاطاً مضاداً للأكسدة منها حامض الروزمارينك, وحامض الكافيك, وحامض الكارنوزيك, وحامض اليورسيلك.
وقد أوصت الباحثة بدعم الدراسات في مجال النباتات الطبية والأعشاب للتعرف على خصائصها العلاجية, وفصل المواد الفعالة منها وتنقيتها واستخدامها على نطاق واسع كبديل آمن للعقاقير الطبية وتأثيراتها الجانبية. كذلك القيام بالمزيد من الدراسات التي تُلقي الضوء على دور تلك النباتات في معالجة مرض الربو الشعبي في الإنسان أو الأمراض التي برهنت الدراسات على دور الإجهاد التأكسدي في الإصابة بها.