يتعلق قلبك بزيارة بيت الله الحرام؟
تتمنى لو تقوم بالرحلة المقدسة، وتؤدي الفريضة؟
ترى نفسك في المنام ذاهبًا إلى الحج.. أو طائفًا بالبيت المعمور؟
ترى نفسك في يوم عرفة؟ أو ترى نفسك الأمَّارة وقد سرقت من الكعبة شيئًا؟
لقد اهتم المتخصصون في علم تأويل الرؤى وتفسير الأحلام كـ "ابن سيرين" والشيخ "عبد الغني النابلسي"، وغيرهما برموز الحج التي ترد في الأحلام والرؤى اهتمامًا خاصًّا.. وشرحوا ما يعنيه كل رمز حسب الحالة التي ورد بها..
فقد جاء رجل إلى ابن سيرين - رحمه الله - فقال: رأيت كأني أصلي فوق الكعبة، فقال: اتق الله، فإني أراك خرجت عن الإسلام.. وحكى آخر أنه رأى نفسه في المنام وقد تخطى الكعبة.. فقال ابن سيرين: هذا رجل خالف سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل في هوى، ألا ترى أنه يتخطّى القبلة.
وقال رجل لـ "جعفر الصادق": رأيت كأني على منبر أخطب. قال جعفر: ما صناعتك؟ قال الرجل: حمامي . فقال جعفر: يُسعى بك إلى السلطان فتُصلب. فحدث للرجل كما فسّر الإمام جعفر.
رأيت أني
ويرى ابن سيرين أن من رأى كأنه خارج إلى الحج في وقته فسوف يحج إن لم يكن قد حج من قبل، وإن كان صاحب الرؤيا مريضًا شُفِي، وإن كان مديونًا قُضِي دينه، وإن كان خائفًا أُمِّن، وإن كان معسرًا أُيْسِر، وإن كان مسافرًا سَلِم، وإن كان تاجرًا ربح، وإن كان ضالاًّ هُدِي، وإن كان مغمومًا فُرِّج عنه.. فإن رأى كأنه خارج إلى الحج ففاته فإنه إن كان تاجرًا خسر، وإن كان مسافرًا قطع عليه الطريق، وإن كان صحيحًا مرض.
ومن رأى أنه حج أو اعتمر طال عمره واستقام أمره.. فإن رأى أنه طاف على أنثى من الدواب فإنه يأتي ذات محرم.. فإن رأى كأنه يلبي في الحرم فإنه يظفر بعدوه، ويأمن من خوف الغالب.. فإن لبَّى خارج الحرم فإن بعض الناس يغلبه ويخيفه.
ومن رأى كأن الحج واجب عليه ولا يحج دلّ على خيانته في أمانته، وعلى أنه غير شاكر لنعم الله تعالى.. ومن رأى كأنه في يوم عرفة وصل رحمه، ويصالح من نازعه، وإن كان له غائب رجع إليه في أحسن الأحوال، فإن الله تعالى جمع بين آدم وحواء في هذا اليوم وعرّفها له.. فإن رأى أنه يصلي في الكعبة فإنه ينال أمنًا وخيرًا.
ومن رأى كأنه أخذ من الكعبة في المنام شيئًا فإنه يصيب من الخليفة شيئًا، والكعبة في الرؤيا خليفة أو أمير أو وزير، وسقوط حائط منها يدل على موت الخليفة، ورؤية الكعبة في المنام بشارة بخير قدّمه أو إنذار من شر قد همّ به.. فإن رأى كأن الكعبة داره فإنه لا يزال ذا خدم وسلطان ورفعة وصيت في الناس، إلا أن يرى الكعبة في هيئة رديئة فذلك لا خير فيه.. فإن رأى كأن داره الكعبة فإن الإمام يقبل عليه ويكرمه.
ومن رأى أنه سرق من الكعبة رمَّانًا فإنه يأتي ذات محرم.. فإن رأى أنه يصلي فوق الكعبة فإن دينه يختلّ.. وإن رأى أنه توجّه نحو الكعبة صلح دينه.. فإن رأى أنه أحدث في الكعبة دل على مصيبة تنال الخليفة.. فإن رأى أنه يجاور بمكة فإنه يُرَدّ إلى أرذل العمر، فإن رأى أنه بمكة مع الأموات يسألونه فإنه يموت شهيدًا.
ومن رأى كأنه مسّ الحجر الأسود فقيل إنه يقتدي بإمام من أهل الحجاز، فإن قلع الحجر الأسود واتخذه لنفسه خاصة فإنه ينفرد في الدين ببدعة.. ومن رأى كأنه وجد الحجر بعدما فقده الناس فوضعه مكانه فهذه رؤيا رجل يظن أنه على الهدى وسائر الناس على الضلالة.. ومن شرب من ماء زمزم فإنه يصيب خيرًا، وينال ما يريده من وجه بر.. فإن رأى أنه حضر المقام أو صلّى نحوه فإنه يقيم الشرائع ويحافظ عليها ويرزق الحج والأمن..
ويقول ابن سيرين: إن رؤية الأضحية في المنام بشارة بالفرج من جميع الهموم وظهور البركة، فإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حاملاً فإنها تلد ابنًا صالحًا.. ومن رأى أنه ضحّى ببدنة أو بقرة أو كبش فإنه يعتق رقابًا.. وإن رأى أنه ضحّى وهو عبد عتق، وإن كان صاحب الرؤيا أسيرًا تخلص، وإن كان مديونًا قُضِي دينه أو فقيرًا ثَرى أو خائفًا أُمِّن أو محاربًا نُصِر أو مغمومًا فُرِّج عنه.. ومن رأى كأنه يقسِّم الناس في لحم قربانه خرج من همومه ونال عزًّا وشرفًا.. ومن رأى كأنه سرق شيئًا من القربان فإنه يكذب على الله تعالى.
وإذا رأى المريض أنه يضحّي دلّت رؤياه على موته، وقيل أنه ينال الشفاء.. وأما رؤية عيد الأضحى، فإنه عَوْد سرور ماضٍ، ونجاة من الهلكة؛ لأن فكاك إسماعيل - عليه السلام - من الذبح كان فيه