العلاج بالتأمل بذكر الله

بسم الله الرحمن الرحيم


في فضّيلة الذكر وردت العديد مِنْ الآيات الكريمة مِثل :
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب" .. سورة الرعد 28
"فأذكروني أذكركم" .. سورة البقرة 152
"اذكروا الله ذِكراً كثيراً" .. سورة الأحزاب 41
"فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جُنوبكم" ..
سورة النساء 103

وتأملوا معاني ذِكر الله كما ذكرنا ..
والآلية المُثلى : هو أنْ تركيز الإنسان ..
لا يجب أنْ ينحصر في الترديد الآلي بالتكرار ..
بل يكون بالتركيز المُتأمل في معنى كل كلمة ..
وكل لفظ يصف قُدرات الله تعالى ..
أي يشعر الإنسان بكل كيانه بدلالة وأهمية كل لفظ ..
يردده عنْ الله سبحانه وتعالى ..
فذكر الله يرتبط دائماً بحضور القلب والمشاعر ..
أما الذكر باللسان وعقله وقلبه مُعلقاً بشؤون الدنيا ..
وما يترتب عليها منْ تراكمات المشاكل التي يُكابدها..
فهذه الآلية تكون قليلة الجدوى والمنفعة ..

وذكر الله يتضمن ترديد عبارات :
سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، ولا إله إلا الله
ولا حول ولا قوة إلا بالله ، واعوذ بالله منْ الشيطان الرجيم .. ألخ
أو بذكر نعم الله علينا ومحبتنا له وشوقنا إليه ..
كذلك بذكر أسمائه الحُسنى وترديدها ..

ونجد أنه في حالات أخرى تمت الإستعانة بالمعوذتين أوآية الكرسي :
لطرد الوساوس والأفكار السلبية الغير مرغوباً بها بنجاح ..
أو التعوذ بالله منْ الشيطان الرجيم والخُبث والخبائث ..

ومنْ حديث معاذ بن جبل حيث قال :
آخر كلمة فارقتُ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الأعمال إلى الله عز وجل ..
قال : أنْ تموت ولسانك رطباً بذكر الله عز وجل ..
ومنْ الأذكار التي وردت على رسول الله ..
صلى الله عليه وسلم ما يلي ..
"اعوذ بكلمات الله التامات مِنْ شّر ما خلق " رواه مسلم ..
"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ..
ولا في السماء وهو السميع العليم "
" اللهم أنت السلام ومنك السلام ت..
باركت يا ذا الجلال والإكرام "
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ..
وله الحمد وهو على كل شيء قدير "
"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"
ولا ننسى آية الكرسي لما لها منْ الفضل العظيم ..

ويستخدم هذا الأسلوب في التأمل لهذه الأذكار الجليلة ..
إيقاف وطرد المخاوف والمفاهيم والتصورات ..
والأفكار السلبية والمُخيفة أو المُتشائمة أو الإنهزامية ..
التي تتسبب في إثارة مراكز الإنفعال بدرجة تؤدي إلى ..
التوتر أو القلق أو الإكتئاب أو الوسواس القهري وغيرها ..
كذلك فقد تكون الأفكار السلبية غير واضحة في ذهن الفرد ..
فتظهر في حيّز الوعي على هيئة تصورات أو تخيلات مُخيفة أو مُزعجة ..
أو على هيئة توقعات مُقبضة أيّ غير مكتملة الملامح والتفاصيل ..

وللتخلص منْ جميع تلك العوامل الذهنية منْ أفكار ..
وتصورات وتوقعات غير مرغوبة ..

نستخدم اسلوب تأمل ذكر الله تعالى ..
تبعاً للخطوات المذكورة مصحوباً بالجدول ..
الذي يظم هذا الاسلوب ويزيد منْ فعاليته ..
إلى جانب ما يكتسبه الفرد ويدركه منْ استبصار ..
ووعي بالإنفعالات والأفكار السلبية التي يُعاني منها ..
هذا إلى جانب الإرتباط الشرطي الذي يحصل عليه الفرد .
حينما يُلاحظ ويُقيّم درجة التحسن كل مرة ..
منْ تأمله لذكر الله تعالى ..

علماً بأن بعضاً منْ المرضى كانوا يُفضّلون ..
استخدام الأسلوب بدون اتباع خطواته ..
وبدون تدوين الملاحظات في الجدول ..
لأسباب تتعلق بهم ..
وقد حققوا رغم ذلك نتائج طيبة ولكن درجتها ..
ونسبة استمراريتها كانت أقل من الذين استخدموا ..
اسلوب الجدول بإنتظام واتبعوا خطواته المذكورة ..
خطوات استخدام الجدول
يمكن استخدام الجول في أيّ يوم وأيّ وقت ..
وإن كان يُفضّل استخدامه عِقب نوبة شعور ..
وتفاعلات لأفكار سلبية غير مرغوبة ..
كذلك يُستخدم قبل بدءممارسة جلسة العلاج ..
بالتأمل بذكر الله تعالى حسب ما تم ذكره منْ قبل ..
تستخدم الخانة الأولى :
لتحديد اليوم والتاريخ والوقت ..
تستخدم الخانات الثانية والثالثة :
لتحديد الإنفعالات السلبية والأفكار الإنهزامية .
ودرجة شدتهما (من صفر إلى 10درجات) ..
الخانات السابقة يتم تسجيل بياناتها قبل البدء ..
بجلسة العلاج بتأمل ذكر الله تعالى ..
الخانة الرابعة :
يُسجل فيها الفرد الآيات والأذكار ..
التي تم ذكرها وعدد المرات التي رددها والمُدة التي استغرقها ..
علماً بأن البعض يحتاج لفترة تزيد عنْ نصف ساعة ..
الخانة الخامسة والأخيرة :
يُسجل فيها الفرد مقدار حِدة إنخفاض ..
الإنفعالات التي كان يُعاني منها قبل جلسة العلاج
(من صفر إلى 10 درجات)..

يستخدم هذا الأسلوب بعد استخدام اسلوب الاستبصار ..
بملاحظة الذات باسبوعان ..
كما يُمكن البدء باسلوب تأمل ذكر الله تعالى ..
مُباشرة ولمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ..

أما عن شِدة الصوت فإن مريض الإكتئاب والحزن :
يحتاج أنْ يُردد الأذكار أو الآيات المُختارة ..
بصّوت قويّ ومُرتفع نوعاً ما حتى يُنبه ..
جهازه العصبي ودافعيته وحماسه ..
أما مريض القلق والتوتر والخوف :
فإنه يحتاج لترديد صّوت بطيّ ء عميقٌ هادىء معْ إيقاع ..
مُنتظم واثق يؤكد منْ خلاله ذاته وثقته بالله وبنفسه ..

وإذا كان الفرد ممن يستطيعون التحكم ..
في درجة الإنتباه والتركيز لما يُردده منْ آيات وأذكار ..
فإنه يستطيع ممارسة العلاج بتأمل ذكر الله تعالى ..
في أيّ مكان وبدون التقيّد بالخطوات المذكورة ..
ولكن ليس أثناء قيادة السيارات أو الوقوف أمام آلات ..
أو أجهزة تستوجب التركيز وقوة الإنتباه .. ودمتم بستر الله