مملكة العالم و المعالج الروحاني الادريسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مملكة.المعالج. الروحاني. الادريسي. كشف. مجاني. جلب. تهييج. قبول. فك .السحر.خواتم. مروحنة. للتواصل عبر الواتس آب
 
الرئيسيةأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

 

 التنويم المغناطيسي من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العالم الادريسي
Admin
العالم الادريسي


المساهمات : 24556
تاريخ التسجيل : 31/05/2011

التنويم المغناطيسي من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل. Empty
مُساهمةموضوع: التنويم المغناطيسي من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل.   التنويم المغناطيسي من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل. Emptyالأحد 25 سبتمبر 2011, 15:07

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هذا بحث موجز حول موضوع التنويم الإيحائي أتمنى أن تسعد بقراءته والاستفادة منه .
وحيث إنه من الحيف الحكم المسبق على الشيء قبل تصوُره وذوُقه وشمه وإن من ظلم المعرفة إصدار فتوى مسبقة قبل الإطلاع والتأمل وسماع الدعوى ورؤية الحجة وقراءة البرهان وقد جرى هذا الحكم والتصور الخاطئ حول موضوعنا ( التنويم الإيحائي) وما يعرف عند العامة بالتنويم المغناطيسي فقد كثر فيه الخلط والمرج وشاع بين الناس من الخرافات حوله الكثير .. فقد أثرت أن اكتب حوله صفحات تضيء الطريق لمن أراد التعرف على هذا الجانب من العلم الذي أهمل كثيراً .
وقد تطرقنا في بحثنا هذا حول جوانب شملت :
- تاريخ التنويم الإيحائي عبر الزمن وما مر به من تأويلات وتفسيرات متعددة .
- موجات الدماغ وما لها من تأثير وعلاقة بالتنويم الإيحائي .
- مراحل التنويم الإيحائي ودرجاته .
- بعض العلامات الدالة على حدوث التنويم .
- الفوائد المرجوة من إحداث التنويم الإيحائي .

وأضع بين أيديكم جهد المقل فهذا المجال يحتاج لمؤلفات لكي يتم بحث جوانبه والغوص في أعماقه والتجول في كل زواياه واسأل الله أن أكون قد قدمت ولو جزء قليل مما أردت القيام به ...

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ؛؛؛

************************************************** ****

نبذة تاريخية حول التنويم .
نبذة تاريخية حول التنويم .
عرف التنويم منذ القديم فقد مارسه المصريون والهنود والكلدانيون والبابليون وانتقل منهم إلى اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب في المراحل التاريخية المختلفة . وامتزجت العقائد الدينية بالطقوس العلاجية البدائية فكان عندهم العلاج بالمسح بالأيدي والتفوه بكلمات غامضة مبهمة والإتيان ببعض الحركات الغريبة التي اشتهر بها بعض الكهنة والأطباء المصريين القدماء!!
كما يؤكد ذلك جميل جهشان في كتابة أضواء على خفايا التنويم حيث يقول :من أقدم العصور والتنويم يمارس حتى أنه دخل في كثير من الطقوس الدينية وهذا ما أكده علماء الآثار المصرية ، فقد عثر على نقش اثري يوناني يعود تاريخه إلى سنة 928 ق.م يظهر فيه شيرون الطبيب الذائع الصيت وقتئذ وهو ينوم تلميذه اسكيلابيوس وقد عثر على الكثير من المخطوطات الفرعونية وفيها مشاهد عن أناس في أوضاع لايمكن وصفها إلا بحالات الغشية التنويمية.

وقد أهمل التنويم فترة طويلة رغم ما يقدمه من فوائد عظيمة للمجتمع الذي يظهر فيه وبسبب هذا الإهمال لم يبدأ التنظير العلمي لتلك الحالة من الغشية إلا في بداية التاريخ الحديث .
والسؤال يطرح نفسه بإلحاح ، بما أن التنويم مساعد فعال في الطب ، فلماذا أهمل كل هذه المدة ؟ الجواب : هناك عامل هام ومضطرد يرافق تطور جميع العلوم : الخرافة تسبق المعرفة . وهكذا نجد أن التنويم هو سابق علم الفلك الحديث . وأن كيمياء السحرة سبقت الكيمياء الحديثة ، والتطور من الساحر المداوي إلى الطبيب تطلب قروناً . ومما سبق نستخلص التالي : أن أيه فكرة لابد وأن تمر بمراحل ثلاث قبل الاعتراف بها :
أولاً : الفكرة مستحيلة .
ثانياً : الفكرة خارجة عن المألوف .
ثالثاً : تصبح الفكرة بديهية لدرجة أن : كل إنسان كان يعرفها طوال الوقت .

وقبل الانتقال إلى المرحلة الحاسمة من تاريخ التنويم الحديث لابد من الإشارة إلى أن التنويم بمعناه الجديد المتطور استعمل في الشرق تحت أسماء ولبوس مختلفة .. ففي التيبت دلت الأبحاث على أنه استعمل في كثير من المجالات ، أهمها تلقين العلوم السرية للتلاميذ المختارين وذلك توفيراً للوقت والجهد وضماناً لعدم تسليم هذه العلوم لعامة الشعب من خلال الكتب فحافظة النائم تصبح كالعقل الالكتروني . أما لماذا لم يكشف الكثير عن التنويم فيعود ذلك لعدة أسباب منها جهل ممارسيه بماهيته وسيطرتهم على أسراره.

لقد توقف التنويم في المرحلة الثانية مدة طويلة وذلك لغرابة سلوك وتهريج من تعاقبوا على ممارسته ، فسواء كان التلهف طلباً للسلطة أم الحب الجامح للظهور الاستعراضي أو الطمع في المال هو الذي دفع هؤلاء إلى إتباع نهجهم هذا ، فإن الحقيقة تبقى ثابتة ، ممارستهم هي المسئولة عن تدني مستوى التنويم حتى وصل إلى درجة الطقوس العربيدة الممارسة من قبل السحرة الداخلين في ميثاق الشيطان . أما مصير الباحثين المثقفين الذين آمنوا بصحة وجدوى التنويم واختبروا ظواهره المتعددة فكان الشجب من قبل العلم والحرمان من الكنيسة نصيبهم لكن التنويم يتمتع الآن بولادته الثالثة .

نحن والتنويم :
أين موقع التنويم عندنا ؟ أنه يتأرجح بين المراحل الثلاث ويمشي متعثراً لعله يصل إلى عتبة المرحلة الثالثة . نحن لاننكر أن بعض أطبائنا قد استعملوه بتردد لأنهم قوبلوا إما بالاستهجان وإما بالرفض ، وفضل الناس المشعوذين الذين يستعملون ضروباً من التنويم.
أني أوجه الدعوة إلى علمائنا ومثقفينا ليطلعوا على التنويم من الناحية العلمية وليختبروه ثم ليصدروا حكمهم العادل ليتعرف الجميع على حقيقته وليأخذ موقعه الطبيعي بين باقي العلوم خدمة للإنسانية .

وقبل الاستطراد لابد من ملاحظة أن النشوة الروحية والغبطة الناتجة عن التعبد لله هي فوق إدراك الكثير من العلماء والناس فقد ضل بعض الباحثين والعلماء الغربيين ووصفوا حالة اليوغي المتأمل بالمنوم ذاتياً وذلك لتشابه الأعراض الفزيولوجية في الحالتين بينما أهملوا النواحي الروحية وتمادى بعضهم قائلاً أن حالات من الشفاء العجائبي في الدين المسيحي لم تحصل إلا بتأثير التنويم . وهكذا نجد أن ممارسة التنويم هي عملية عالمية تؤيدها جميع الأبحاث في جميع البلدان وهناك رأي يقول بأن التنويم عملية تلقائية .

ازدهر التنويم في أوروبا مع بداية القرن الثامن عشر وظهر كعلم جديد متمتعاً باحترام مؤقت حين فشل الطب في مقارعة تحدي أمراض العصر الصناعي الجديد حتى قيل بأن الطب يقتل أكثر مما يشفي وهكذا فقد تحول كثير من الناس إلى الدجالين والمشعوذين طلباً للشفاء وهذا مادفع بحفنة من الأطباء للسير خارج الطريق المستقيم بحثاً عن وسائل علاجية لكل الأمراض لعلهم بذلك يستردون مرضاهم .

************************************************** ****


النظريات :




لنستعرض تطور النظرة إلى التنويم مابين القرن السادس عشر والثامن عشر ولنر كيف بدأ العلماء ينظرون إليه كعلم جديد في النصف الأخير من القرن الثامن عشر شاع استعمال المغناطيس في مداواة الأمراض فقد أعلن القس الفرنسي لونوبل عن طريقة ابتكرها للمعالجة وذلك بتدليك الجزء المصاب بقطعة من المغناطيس وكانت النتائج الشفائية مشجعة ، كما وأن القس اليسوعي (هل) لجأ إلى نفس الطريقة وقد غاب عن بال القسين حقيقية الشفاء وسببه فلم يكن لحجر المغناطيس أي أثر فعال فهناك ثلاثة عوامل مهمة رافقت عملية الشفاء :

أولاً استعداد وتصميم المريض على الشفاء ، ثانياً وصوله ذاتياً إلى حالة الغشية نتيجة لدوافعه القوية ثالثاً الإيحاء .


ابن سينا :
لابد من الرجوع إلى الوراء لتأكيد وجهة النظر القائلة بعدم فعالية المغناطيس في إحداث الشفاء فهناك رأي للطبيب ابن سينا يقول بان قوة الفكر قادرة على إحداث المرض والشفاء منه وان للفكر قوة مؤثرة ليس على جسم الفرد نفسه بل على أجسام الآخرين وأحياناً يحصل هذا التأثير عن بعد ويعتقد ابن سينا أن هذه القوة تحدث المرض كما أنها تستطيع الشفا (( بإرادة الله )) .


بومباناثيوس وبراسلسوس :
وبعد بضع مئات من السنين جاء الفيلسوف بومباناثيوس مصدقاً لأفكار ابن سينا ومؤكداً على وجوب استعمال المخيلة للحصول على أفضل النتائج ولن ننسى أن ن*** ماقاله الطبيب براسلسوس من أن الفكر يمكن أن يسبب المرض والشفاء على حد سواء يحضرني في هذا المقام القول الشعبي لاتسم بدنك أي لاتعكر مزاجك لئلا ينعكس ذلك على صحتك .
هيبوقراط :
استناداً إلى نظرية قوة الفكر في إحداث المرض والشفاء منه يحق لنا الأخذ بعين الاعتبار والجدية ما دونه تاسيتوس عن هيبوقراط ( بينما كنت أربت على أجسام مرضاي ملاطفاً ، غالباً مابدا لي كأن هناك خاصية غريبة في يدي تشد وتخرج الأوجاع من الأجزاء المصابة وذلك يحصل بوضع يدي على المكان المصاب وبمد أصابعي نحوها ، وذلك ليعرف المتعلم أن الصحة يمكن أن تفرض على المريض بحركات معينة وبالاتصال تماماً كما ينتقل المرض من إنسان لآخر ) .
المرض والشفاء منه :
وهنا نقف أمام فكرتين :
الفكرة الأولى : تقول هذه الفكرة بأن قوة الفكر المخيلة تحدث المرض والشفاء .
الفكرة الثانية : تقول بان المغناطيس كمعدن يحدث الشفاء .
أما الحقيقة فهي أن الإيحاء والاستعداد لتقبله والرغبة القوية في الشفاء هي عوامل مؤثرة على عملية الشفاء إذاً أن للفكر قوة وسيطرة غريبة في إحداث المرض والشفاء وقد صدق ابن سينا .




************************************************** *****


البحث العلمي :

بالرغم من وجود هذه الأفكار والممارسات والتجارب فلم يقم الغرب بحث جاد في هذا المجال إلا في القرن السادس عشر عندما بدأ الفيلسوف الفنلندي فان هلموت بدراسة السائل المشع من الإنسان وقال بأن الفكر من خلال هذا السائل يؤثر على الجسد بفعل الإرادة وقد أيد نظرية المغناطيس قائلاً بأنها ليست جديدة وهو موجود أينما كان .
مسمر :
ويؤكد كثير من الكتاب بأن التنظير العلمي لم يبدأ إلا مع مسمر ومحاولاته لفك لغز التنويم .وقد كان ظهوره وسط هذا الخضم من الأفكار والممارسات والتجارب ظهر فريدريك انطون مسمر ففي سنة 1766 تقدم من كلية الطب في جامعة فيينا بأطروحته الشهيرة ( تأثير النجوم والكواكب كقوى شافيه ) وهكذا نال درجة الدكتوراة في الطب ففي مخطوطة الفريد صرح بان القمر والشمس والنجوم والكواكب تؤثر على الجهاز البشري من خلال سائل غير مرئي يشمل الكون وأطلق اسم (المغناطيس الحيواني ) عليه . واضاف بأن هذه المادة الدقيقة تستخرج من حجر المغناطيس ، وبأن جميع التركيبات الخلوية تتجاذب مع المغناطيس .
من هو مسمر :
ولد فريدريك انطون مسمر سنة 1734 من عائلة ثرية في ايزنانغ على ضفاف بحيرة كونستانس في ألمانية قرر والده الحاقة بالكنيسة ليصبح قساً وعلى هذا الأساس تعلم في دير وبعدها دخل كلية يسوعية لقد أظهر ميلاً شديداً للعلوم ، خصوصاً الرياضيات والكيمياء وعلم الفلك لذا قرر بأن يكون الطب هو هدفه وليست الكنيسة .
أثر نظريته :
دخل كلية الطب في جامعة فيينا وفي سنة 1766 حصل على الدكتوراة عام 1776 إثر تقديمه أطروحته الشهيرة التي كانت بعنوان ( تأثير الأجرام السماوية ) لقد خلقت نظريته عن المغناطيس الحيواني اهتماماً كبيراً ومن الذين اهتموا بها الأب اليسوعي هل الذي كان أستاذ علم الفلك في جامعة فيينا وفلكي بلاط الإمبراطورة ماريا تريزا وسبب هذا الاهتمام يعود إلى أن القس هل كان يستعمل المغناطيس في مداواة المرض والنتائج التي حصل عليها كانت إيجابية ولقد أعطى بعض قطع المغناطيس لمسمر ليستعملها .. هنا أدرك مسمر التشابه في الاجتهادات وحاول استعمال المغناطيس بنفسه وحصل على نتائج شفائية مرضية جداً بعد أن أضاف لمسته الشخصية . وسرعان مانشرت الصحف أخباراً مثيرة عن نجاحه في شفاء حالات ميئوس منها .



الهرب من فيينا :
أما لماذا هجر فيينا وهو الطبيب الناجح فهذا غير مؤكد ربما كان السبب تدخل الكنيسة أو أن إمبراطور النمسا اعترض على تصرفاته على كل فإن باريس حاضنة الفكر الحر قدمت له الملاذ حيث استطاع متابعة اختباراته متحرراً من تدخل الكنيسة والدولة والغيورين من الزملاء فكان نجاحه منقطع النظير .
فالآلاف من المرضى أرهقت الدرب المؤدي إلى منزله الذي أصبح مضرب الأمثال وهكذا أصبحت المسمرية حديث الصالونات ومع نمو شعبيته كان لابد من ابتكار وسيلة علاجية جماعية للتعامل مع الحشود المكتظة طالبة للشفاء .
وقد قدم نظريته الخارقة عن فعل المغناطيس والتي تتخلص في أن مجال الكون مليء بسائل مغناطيسي وبأنه كالكهرباء يمكن خزنه وتوزيعه .
الماء الممغنط :
لهذه الغاية صنع وعاء خشبياً ضخما ًتتدلى منه قضبان حديد كان هذا الوعاء يملأ بالماء الممغنط . ذلك بعدما اقتنع بوجود السائل المغناطيسي في حسم الإنسان وأنه من الممكن تحويل هذا السائل من جسمه إلى جسم مرضاه وانه بالإمكان خزنه في الجمادات وبمجرد ان يلمس المريض الماء أو المعدن الذي مغنطه مسمر يحصل على نفس النتيجة وكأنه لمس مسمر نفسه .
المعالجة العجيبة :
أما كيف تحصل المعالجة الجماعية فهذا ما يدعو إلى الاستغراب والدهشة ففي غرفة إضاءتها خفيفة وعلى أنغام موسيقى جهزها لهذه الغاية وبتأثير القضبان الحديدية المتدلية من المغطس كانت القضبان توضع على أجزاء مختلفة من جسم المريض كان المشهد غريباً وكان يتكرر كل يوم .
ضحكات ساخرة أنين يرثى له وشلالات من الدموع تنفجر من كل الجهات والمرضى يرتدون إلى الخلف بحركات تشنجية وأنفاسهم أشبه بحشرجات الموت والأعراض المرضية المرعبة تهز الناظر وفجأة يندفع فريق نحو فريق بجنون عاصف إما ليتعانقوا فرحا وإما ليدفعوا من حولهم والذعر مستبد بهم .


غرفة النساء :
أما الغرفة الثانية فتقدم عرضا آخر ، الجدران هنا مبطنة والنساء يضربن رؤوسهن بالحائط ويتدحرجن على الأرض المغطاة بالوسائد بنوبات اختناق ووسط هذه الزحمة وارتعاش اللهاث يدخل مسمر بردائه الليلكي متجولاً متفقداً الجميع وكان يتوقف أمام أكثرهن هياجاً ليمسك يديها بكلتا يديه متفرساً في وجهها بتركيز محدثاًً الاتصال بينه وبينها بواسطة أصابع اليد ومن ثم وبحركة مسرحية يرفع يديه في الهواء ويمررها فوق جسد المريضة علامة انتهاء المعالجة وكان لمسمر مساعدون يعاونونه في إيصال المرضى إلى النوبة التشنجية بالحركات التمريرية والنظرات المركزة .
أسلوبه:
نلاحظ هنا أمور ثلاثة:
1- التماسك بالأيدي لإحداث الاتصال المباشر .
2- الحركات اليدوية التمريرية .
3- النظرات المركزة.
من الملاحظة السابقة نكتشف أن المسمرية أخذت طابع مميزاً لها ، وهذه الطريقة انتقلت إلى ممارسي التنويم حتى ان الكثيرين لازالوا يستعملونها فهل أن لهذه الحركات أي تأثير في إحداث التنويم ؟
نجاحه وفشله :
خلق نجاح مسمر هياجاً في فيينا . فلقد شفي مدير أكاديمية ميونخ للعلوم من الشلل وأعاد لأستاذ آخر بصرة . وحز في نفسه عدم احترام الزملاء له . وهو الذي حضهم على فحص اختباراته لكنهم لم يفعلوا .
وبعد انتشار طلاب مسمر وتطبيقهم لطريقته ثارت عليه الحكومة الفرنسية وتم تشكيل لجنتين منفصلتين لتقصي المعالجة المسمرية وتألفت الأولى من خمسة أعضاء كلهم من الأكاديمية للعلوم والثانية من عضوين من الجمعية الطبية الفرنسية وقامت اللجنتان بتقديم تقريرها الذي فند طريقة مسمر وما أدعاه مسمر بالمغناطيسية الحيوانية وقالت اللجنة : (( وجدت للجنة بأن هذا السائل لا فعل له لا على المحققين من الأعضاء ولا على المرضى وأخيارً فان اللجنة قد أظهرت بواسطة تجارب حاسمة بأن الخيال وفي معزل عن المغناطيس يحدث شيئاً أي أن الخيال هو كل شيء والمغناطيس لا شيء ) . كما زاد الطين بله بالنسبة لمسمر وطريقته إقدام احد أعضاء اللجنة واسمه بيلي بتقديم تقرير للملك لويس جاء فيه :
إن النساء اللواتي يقوم الرجال بتنويمهم مغناطيسياً يملكن الإغراء الكافي للتأثير على الطبيب كما أنهن يتمتعن بالصحة الملائمة لتمكينهن من التأثر بالطبيب . وهكذا فان الخطر متبادل والقرب المستمر والتماس الجسدي الذي لابد منه وانتقال الحرارة من الواحد للآخر والنظرات المتبادلة هي طرق الطبيعة المألوفة وهي الوسائل التي هيأتها للتسهيل بشكل موثوق قيام الصلة بين الرغبة والإحساس ولا عجب لذلك أن تلتهب الأحاسيس .. وخلص التقرير بأن قال (( إن العلاج المغناطيسي لايمكن لذلك إلا أن يكون تهديداً للأخلاق .. )) وقد كان لهذه الإدانة الأخلاقية مع ما ورد في تقرير اللجنتين ما يكفي لإجبار مسمر على الهجرة من باريس .
وهنا خابت أماله فقرر العودة إلى بحيرة كونستانس حيث بقي لآخر أيام حياته مكرساً وقته وجهده لمعالجة الفقراء . وأثناء وجوده في كونستانس دُعي لزيارة برلين من قبل ملك البروسيين لكنه عزف عن الذهاب فأرسل الملك الدكتور كارل اولفارت ليدرس الوسائل العلاجية الجديدة على يد مسمر .
ولدى عودته عين الدكتور اولفارت أستاذاً للمسمرية في أكاديمية برلين ومسئولاً عن المستشفى المغناطيسي فيها . ولقد أصبح هذا المستشفى مقراً لتعليم المسمرية فأمه الكثير من الأطباء في أوروبا ليدرسوا هذه الطريقة .
توفي مسمر في 15 آذار سنة 1815 وخلف وراءه علماً جديداً وتلاميذ له متحمسون .


المركيز دي بويسيكور :
وهو من تلاميذ مسمر وقد أولى المسمرية اهتماماً بالغاً . وقد اكتشف ان النوبة التشنجية التي اعتبرها مسمر أساسا في إنجاح العلاج لم تكن ضرورية وماهي إلا حركات مقتبسة ويمكن الاستعاضة عنها بحالة النوم الهادئ المريح ( التخشبي ) وهكذا وبعد موت مسمر تقلص البحث في السائل المغناطيسي فطويت صفحاته وبرزت السرنمة لكن العلم الحديث أعاد فتح هذه الصفحات وعلى أسس جديدة .


فكتور يصف علاجه ويشفى :
كان المركيز دي بويسيكور يعيش أيام اعتزاله في قصره قرب سواسون وقد جعل المسمرية تسليته المفضلة فكان يطبقها على بعض الفلاحين بغية معالجتهم ولإجراء المزيد من التجارب . وذات يوم لفتت نظرة ظاهرة غريبة لم تكن معروفة منه أيام تعاونه مع مسمر .فقد أصيب أحد الفلاحين واسمه فكتور ( 27 عاماً ) بمرض خطير في الرئتين مصحوباً بآلام مبرحة في الصدر ومنطقة أسفل الظهر . وأثناء عملية المسمرة دهش المركيز مما رأى ، فقد راح الفتى في نوم هادئ ومريح خال من التشنجات المعتادة علماً بأن فكتور لم يسمع بهذه التشنجات إطلاقا . وازددات دهشته حين انطلقت شفتا الفتي بالكلام . فأدرك المركيز عظمة الظاهرة الجديدة وانتقل إلى اختبارها وأطلق عليها اسم السرنمة نسبة إلى حالة السائر أثناء النوم . واكتشف أيضاً إمكانية تحويل فكر المريض منن حالة القلق إلى حالة الهدوء والسكينة .
ولاحظ أيضاً حالة النسيان التي تخلفها الحالة الجديدة بعد الاستيقاظ أما فكتور فقد امتثل لأوامر الطبيب وتجاوب كلياً فتصور نفسه سابحاً فوق الغيوم وكأنه في حلم رائع ففارقته أوجاعه . أعجب دي بويسيكور بالحدث المميز . وبالرغم من كون فكتور فلاحاً بليداً لم يظهر أي علامة ذكاء في حياته فإنه وتحت تأثير الحالة الجديدة أظهر ذكاءً خارقاً حتى أنه بدأ يقرأ أفكار الآخرين . وأكثر من ذلك وهنا كانت المفاجأة فقد أعطى وصفاً دقيقاً لعلاج مرضه والمدهش حقاً كان نجاح العلاج مئة بالمائة .
السرنمة :
علم التنويم الحديث مدين بالكثير الكثير للمركيز دي بويسيكور لأنه أول من عرض وعرف بالنوم التخشيبي الذي هو عكس بدعة مسمر مفجرة الدموع والأحزان والصراخ والتشنج . وهكذا توصل المركيز إلى نقل مرضاه إلى حالة من النوم الهادئ المريح . لقد سعى مسمر وراء الشهرة والاستعراض أما المركيز فقد أعرض عنها وهنا يبرز سؤال هل صادق أو عرف مسمر هذه الحالة ؟ بالطبع لا . لأنه لو تعرف عليها لأطلع تلاميذه .
إذاً فالغشية التنويمية هي من اكتشاف دي بويسيكور فهو أول من توصل إلى النوم التخشيبي وهو الذي قال بان حالة الشبيهة بالنوم يمكن إحداثها عند إنسان واعٍ تماماً وبين أيضاً ان أفكار وتصرفات المرضى خاضعة لتوجيهات ممارس التنويم .
الأب فاريا :
لابد هنا من الحديث عن اثنين توصلا إلى حالة النوم : الأول هو الأب فاريا البرتغالي الذي تعلم التنويم خلال وجوده بالهند فسنة توفي مسمر تركز اهتمام بالغ على أنباء شفاءات شبة عجائبية حصلت على يد القس فاريا فكان يضع مرضاه في حالة نوم بالنظر إليهم بتركيز وقد أثارت كتبه عن التنويم ضجة في باريس فهو من أوائل الذين استعملوا التنويم الاستعراضي المعروف بالتنويم المسرحي فكان يعطي الوسيط ملفوفة موحياً له بأنها تفاحة وكان الوسيط يتصرف تماماً كمن يأكل تفاحة فعلاً . وعن الصحة والمرض كتب يقول بأن الوسيط صحيح الجسم يتحول إلى عليل بالكلمة وبالعكس نلاحظ أن الأب فاريا عرف قيمة الإيحاء لكنه لم يلق الاعتراف اللائق به .
الأب غاسنر :
بينما كان المديح يكال للمركيز دي بويسيكور على انجازاته كانت أعمال الأب غاسنر تدب الرعب في جنوب ألمانيا بسبب علاجاته الاستعراضية . فأخباره كانت أشبه بقصص ألف ليله وليلة . ومن أغربها حادثة شفاء فتاة شهد لها طبيب القرية ، فذات يوم دخل الأب غاسنر غرفته المغطاة بالستائر السوداء حيث كانت الفتاة المريضة وبعض الشهود من بينهم طبيب القرية وبصوت جهوري وبالغة اللاتينية أمر ذراع الفتاة بالكف عن الحركة فيبست ثم أمرها بالحركة فارتعشت فأمرها بالعودة إلى حالتها الطبيعية فعادت . وليؤثر على لا حضور أبلغ الفتاة بأنها ستجن وبالفعل أظهرت الفتاة كل أعراض المس الجنوني حتى أنها انبطحت أرضاً وأخذت تركض على أطرافها الأربعة كالحيوانات . وبصوت كالرعد أمرها بالهدوء فسكنت ولم يكتف القس بذلك بل عمد إلى توجيه أمره إلى نبضات قلبها بالإبطاء فانصاعت فأكد له ذلك الطبيب ثم أمر النبضات ثانية لكن هذه المرة بالإسراع فأسرعت وقال الطبيب بأنه كانت تضرب خمسين مرة في الدقيقة زيادة عن معدلها .
عندها وقف الأب غاسنر فارداً ذراعية وأبلغ الفتاة بأنها ستموت مؤقتاً وعليها ألا تخاف لأن قوته الخارقة ستعيد الحياة إلى جسدها العليل ظهرت حبات العرق على جبين الطبيب الجاثي قربها حين لفظ نتيجة فحصه لها قائلاً بأنها ماتت ( برأي الطبيب ) . قابل الأب غاسنر هذا الموقف بابتسامة الواثق من نفسه ولفظ الكلمات التي أعادت إلى جسدها الحركة تدريجياً . ولما عادت إلى وعيها الكامل قفزت فرحة بزوال الأعراض المرضية والأوجاع .
جايمس برايد :
لفت المركيز دي بويسيكور نظر العالم إلى النوم التخشبي وأيقظ في الكثيرين رغبة البحث العلمي أم الدكتور جايمس برايد فهو الذي أعطاه اسمه الحالي ويعود الفضل إليه في إدخال التنويم مجال الطب ويعود الفضل أيضاً إلى غيره ممن سنأتي على ذكرهم :
- في سنة 1841 كان لافونتين يجول بريطانيا مقدما ًعروضه في المسمرية وقد حضر أحدى هذه الحفلات الدكتور جيمس برايد وكله ثقة بأن المسمرية دجل وكان في نيته فضحها لكنه وجد نفسه أمام الظاهرة بحقيقتها غير مصدق لنظرية السائل السحري وان أهم ما لفت نظره جفون الوسيط المرتجفة وانقلاب بؤبؤ العين إلى فوق والارتخاء العضلي لدى الوسيط وكون برايد جراح عيون ساعده كثيراً على تكوين فكرته الأولى عن محدث النوم فمراقبته للوسطاء المنومين رسخت لدية فكرة المسبب الفيزيولوجي فالإرهاق المستمر لحاسة البصر يشد مراكز العصب البصري مفسحاً المجال لحالة شبيهة بالنوم ولا زالت هذه الفكرة شائعة بين الكثيرين من الأطباء .
- اقتناعه وتطبيقه للتنويم :
ولما عاد برايد إلى منزله بعد العرض الثاني طلب إلى أحد أصدقائه التحديق بعنق إناء لامع . تجاوب الصديق وراح في نوم عميق مريح .سر الدكتور برايد بالنتيجة وتشجع فكرر التجربة وهذه المرة مع زوجته التي تجاوبت أيضاً وحصل على نفس النتيجة حين راحت الزوجة في نوم هادئ عميق وهكذا تأكد لبرايد ان إرهاق البصر هو الباعث على النوم .
من هاتين التجربتين انطلق التنويم العلمي فدخل مجال الطب كان برايد عالماً ومختبراً ولم يكن ذلك الدجال فهو أول من اشترط الوسائل الفيزيولوجية في استحداث التنويم ، وهو الذي أعطى هذا العلم اسمه الحالي تجارب وبعد مرور بعض الوقت اكتشف برايد ان الحالة الجديدة ليست نوماً بالمعنى المتعارف عليه فحاول استبدال كلمة ( hypnotism ) بالاسم الجديد ( monoideaism ) وحدانية التفكير لكنه تأخر لان الكلمة الأولى كانت قد دخلت معاجم اللغة . أما لماذا لازلنا نستعمل كلمة تنويم مغناطيسي فذلك يعود إلى اقتناعنا بان للمغناطيس تأثيراً ولأننا لم نقم بأي جهد علمي فعال لاكتشاف ورفع الظلم عنه .
مبدأ الإيحاء :
لم تنقطع اختبارات برايد المبنية على أساس المسبب الفيزيولوجي إلى أن توصل إلى مسبب أكثر فعالية ألا وهو الإيحاء ، ذلك بعد أن تمكن من تنويم رجل أعمى وهكذا تأكد له ان الإيحاء هو العماد الأساسي لاستحداث التنويم . وبقوة الإيحاء لجأ برايد إلى تخدير مرضاه لإجراء العمليات الجراحية . وقد لاقى النجاح كغيره ممن عاصروه . وكغيره ممن أحرزوا تقدما سابقاً لزمانهم قوبل بالرفض والاعتراض من قبل الأطباء وبالذات من قبل الجمعية البريطانية لتقدم العلوم – قسم الطب – حين عرض ان يقرأ عليهم نتائج أبحاثه ، لكن بعض الأطباء ممن اقتنعوا بصحة نظرياته لبوا دعوته الخاصة واستمعوا إلى آرائه علماً بأن غالبية عظمى من الأطباء عارضته بشدة كذلك ارتفع بالمعارضة صوت المتحمسين للمغناطيس الحيواني والمسمرية .


لم يكن مصير الدكتور جون اليوتسن بأفضل .. كان هذا الطبيب يحضر مرضاه للعمليات الجراحية بواسطة المسمرة والمغناطيسية ليحصل على عدم الإحساس ( التخدير ) لم يكن المخدر الكيميائي قد اكتشف .


والأسوأ حصل للدكتور جايمس ازديل الصديق الشخصي للدكتور برايد فقد كفت يده عن ممارسة الطب من قبل الجمعية الطبية البريطانية .
كان جايمس ازديل طبيباً بريطانياً موظفاً من قبل شركة شرق الهند البريطانية في كلكتا وكان من المتحمسين للمسمرية فقد أجرى سنة 1840 العديد من العمليات الجراحية بواسطة المخدر الفكري ، وبعد ثلاث سنوات توصل إلى إقناع الحكومة البريطانية بإنشاء مستشفى في كلكتا للمعالجة بالمغناطيسية والمسمرية لأنه في البداية تحمس كثيراً للمسمرية لذا استعملها لكنه عاد واقتنع بأسلوب الدكتور برايد فاستعمله . فلقد أجرى ألاف العمليات الجراحية الناجحة بالمخدر التنويمي منها ثلاثمائة عملية كبرى ... تسع عشرة منها عمليات بتر ساق وبعضها عمليات إزالة أورام وكلها بدون ألم ..


************************************************** **************



فرويد والتنويم :

أيه كتابة في التنويم تعتبر غير كاملة مالم تتضمن الحديث عن علاقة فرويد به وتبيان كيف أن رفضه لهذا العلم أعاق دخوله مجال الطب النفسي فماً انه كان قد دخل مجال المعالجة النفسية قبل أن يكتشف فرويد مبدأ التحليل النفسي ، والتحليل النفسي وطب النفس الحركي مدينان للتنويم الذي ساهم في تطويرهما ولقد كان فرويد تلميذاً متحمساً للأطباء الثلاثة : ليوبولت ، برنهايم ، وشاركو . حتى انه ترجم كتبهم للألمانية .
وقد تعاون فرويد مع زميل له في فيينا الدكتور جوزف بروير على تطوير أسلوب فريد لعلاج الهستيريا وذلك بجعل المريض يسترسل في الحديث عن ذكريات ماضية مؤلمة وهذه الطريقة أدت بدورها للتعرف على صلابة تأثيرات اللاوعي الموجهة للسلوك الإنساني
يعتقد معظم الناس بأن العلاج النفسي الحديث قد بدأ بفرويد في الربع الأخير من القرن الماضي وإذا لم يكن هناك شك في أن فرويد هو البادئ لحركة التحليل النفسي والمنظر لها إلا أن البحث في تاريخ العلاج النفسي يظهر بوضوح بأن هناك آخرون من سابقيه ممن مارسوا الطرق العلاجية التحليلية والتي كان لها الأثر البين على توجه فرويد الفكري وساعدته على تطوير أسلوبه العلاجي التحليلي .


ولعل أهم أولئك هو مسمر بفعل طريقته العلاجية المسماة بالمغناطيسية الحيوانية وقد تطور المسمى إلى التنويم المغناطيسي وهو مصطلح لم يستعمله مسمر إذ أنه لم يتوجه إلى أحداث حالة تنويم لمرضاه كما أنه لم يفطن إلى ان التنويم هو إحدى حصائل أسلوبه العلاجي.
وقد كان لشاركوا وبرنهايم دور كبير ومساهمة فاعلة في فك الارتباط بين التنويم و الطريقة المغناطيسية المسمرية .
ولعل أهم نقطة تحول في تاريخ ممارسة التنويم قد جاءت عن طريق فرويد فقد تيسر لفرويد في مطلع عمله الطبي الحصول على منحة دراسية إلى فرنسا للإطلاع على أساليب شاركوا العلاجية . وقد مكنته هذه الفرصة من التتلمذ على يد شاركوا الذي كان يمارس التنويم الإيحائي في علاج بعض الحالات المرضية الهستيرية .وقد قال فرويد
(( لقد حصلت على أعمق الانطباع بوجود عمليات عقلية قوية والتي مع ذلك تضل خفية عن وعي الإنسان وبهذا الانطباع انفتح عهد جديد من النظر إلى الأمراض النفسية بأسبابها وعلاجها )) وراح فرويد يمارس التنويم في محاولة التوصل إلى هذه القوة العقلية الخفية وراء الوعي وإظهارها وإطلاقها وهو بذلك لم ينظر إلى عملية التنويم من خارجها وإنما ركز اهتمامه إلى القوة المغمورة والمنسية والمكبوتة من حياتنا العاطفية والتي يفضي بها المريض أثناء التنويم ، و مالبث فرويد أن تخلى عن التنويم لا لشيء وإنما لأنه لم يكن بارعاً أو ناجحاً في إحداث حالة التنويم وراح بدلاً من ذلك يحاول سبر أغوار لاوعي مرضاه بطريقة التداعي الحر .وهي الطريقة التي ارتبطت بفرويد وبأسلوبه في عملية التحليل والعلاج النفسي .


************************************************** *



موجات الدماغ :

مع تقدم العلم وتطوره وتزايد البحوث والدراسات ثبت لدى العلماء أن هناك علاقة وثيقة بين التنويم وبين موجات الدماغ وأنه لابد أن في حال التنويم أن يصدر من الدماغ درجه معينه من الموجات ، وفيما يلي بعض الإشارات لتلك العلاقة .
الرسم الكهربي للدماغ :
يوجد في القشرة المخية حوالي عشرة بلايين من الخلايا العصبية ، وكل خلية منها قادرة على ممارسة جميع التغيرات الكيموية والكهربية التي تقترن بنقل الانبعاثات العصبية وإذا عجزت فمعنى هذا العجز أنها ماتت ، ومثل هذه الخلايا الخاصة لاتنقل انبعاثاً عصبياً إلا إذا نبهت ولاتعاني تغيرات في جهدها الكهربي الكامن إلا في هذه الأحوال ولعل ذلك لايكون إلا في فترات متقطعة بيد أنه لاتمضى لحظة دون أن يكون عدد لابأس به من البلايين العشرة من هذه الخلايا في حالة إطلاق لشحناته وعلى ذلك فإن المخ بأسرة يكون نشطاً على الدوام .
ففي الأحوال العادية يتواصل انتقال الأحاسيس إلى المخ كما تتواصل الانبعاثات الحركية من المخ إلى الأطراف . وحتى لو لم يوجد كثير من هذه الأحاسيس كما لو كان المرء محاطاً بالظلمة والصمت ، أو لم يكن من حوله شيء يشم أو يذاق أو كان يسبح معدوم الوزن في الفضاء لا يشعر بشيء فإن بعض الأحاسيس الناشئة من عضلاته ومفاصلة تمثل عاملاً ينبئ صاحبة بالموضع النسبي لجسمه وأطرافه وحتى لو كان راقداً في حالة استجمام تام ولايحرك عضلة من عضلاته فإن قلبه لاينئ عن ضح الدم وعضلات صدره لاتنقطع عن صيانة التنفس ...
وما من عجب إذن في أن يكون الدماغ في كل الأوقات سواء أكان صاحبة نائماً أم مستيقظاً مبعثاً لشحنات كهربية مختلفة في الإنسان وسواء من الحيوان . ولقد كان أول اكتشاف لهذه الشحنات سنة 1875 وكان مكتشفها عالم الفسيولوجيا الإنجليزي ريتشارد كانون فقد مس مخ كلب حي كان يجري التجارب عليه بقطبين كهربيين ليرى مايحدث واستطاع أن يتبين بصعوبة التيارات الضعيفة لهذه الشحنات وخلال نصف القرن الذي تلا ذلك تحسنت إلى حد كبير طرق اكتشاف تلك التغيرات الطفيفة في الجهد الكهربي للدماغ وتكبيرها وفي العشرينيات من هذا القرن أمكن اكتشاف هذه التيارات حتى من خلال طبقات الجلد والعظام التي تكسو الدماغ .
وفي سنة 1924 وضع الطبيب النفساني النمساوي هانزبرجر القطبين الكهربيين على فروة الرأس البشرية ، ووجد أنه يستطيع باستعمال جلفانومتر أن يكتشف هذه الجهود الكهربية ببعض الصعوبة . ولم ينشر بحثه إلا سنة 1929 ومنذ ذلك التاريخ أدى استعمال أنواع أرقى من الأجهزة إلى جعل قياس هذه التيارات شيئاً عادياً يعمل كل يوم ويسمى هذا الإجراء بالرسم الكهربي للدماغ كما يسمى تسجيل التخطيطي للجهود الكهربية المتذبذبة " بالمخطط الكهربي للدماغ " .
وتقع قوة الجهد الكهربي للأمواج الناشئة في المخ ( كما يشار إلى ذبذبات هذا الجهد عادة في مجال ينحصر بين المليفولتات والميكروفولتات ، وقد لاحظ برجر أن الجهود الكهربية للمخ كانت تتذبذب على منوال منتظم وإن لم يكن إيقاعها بسيطاً ولكنه مركب من عدد من الأنماط المشتركة في إحداث هذه الأمواج .


الإيقاعات الأساسية
يتكون التخطيط الدماغي الطبيعي من أربعة إيقاعات أساسية هي ألفا ، بيتا ، ثيتا ، دلتا . وهذه الإيقاعات تتبدى في التخطيط على شكل موجات لها نفس أسماء الإيقاعات التي ولدتها .
والتمييز بين هذه الموجات وإن بدا عسيراً إلا أنه يتحول إلى السهولة بعد تعرفنا على خصائص كل موجة على حدة.
وهذه الخصائص هي :
تواتر الموجة وتحسب بعدد الموجات في الثانية ، مدتها ، شكلها ، سعة اهتزازها وتحسب بالميكروفولت .
والمنطقة الدماغية المصدرة للإيقاع وبالتالي للموجة .
ولنستعرض الآن الموجات الأربعة كل على حدة :
1- موجات ألفا :
لهذه الموجات المميزات التالية : ترداد يتراوح بين ثمانية وثلاثة عشرة موجة في الثانية سعة اهتزاز متراوحة بين عشرة ومائة ميكروفولت ، شكل هذه الموجات هو تردادي بحيث تبدو شبيهة بأسنان المنشار . وأخيراً فإن نسبة هذه الموجات بالنسبة لمجمل موجات التخطيط الأخرى فهي تتراوح بين 20 و 90 % .
وقد أطلق اسم موجات ألفا العالم برجر وقصد بها الموجات الأكثر وضوحاً وظهوراً والشيء الذي يلفت النظر هو أننا لانستطيع أن نراها إلا إذا كان الفرد في حالة استرخاء وبعيد عن المنبهات .
2- موجات بيتا :
وتتميز هذه الموجات بالمواصفات التالية : ترداد من أربع عشرة إلى ثلاثين موجة في الثانية ، سعة اهتزاز هذه الموجات تتراوح بين خمس ميكروفولتات وثلاثين ميكروفولتاً ، شكل هذه الموجات سريع وغير منتظم بحيث تبدو أحياناً كأنها خط مستقيم وهذه الموجات تؤلف من 2 إلى 30% من موجات التخطيط .
3- موجات تيتا :
وينحصر تردادها بين أربع موجات وسبع موجات ونصف الموجة في الثانية . أما سعة اهتزازها فهي تتراوح بين الأربعين والسبعين ميكروفولت . وهذه الموجات تكون ترددية واسعة وهي تؤلف من 10 إلى 15% من موجات التخطيط الطبيعي .
4- موجات دلتا :
وتردادها من نصف الموجة إلى خمس موجات ونصف الموجة في الثانية وسعة اهتزازها من عشرين إلى مئة وخمسين ميكروفولتا . وهذه الموجات يمكن أن تكون ترددية أو متعددة الأشكال . وهذه الموجات تغيب عن التخطيط الدماغي .
إن معرفتنا لهذه الموجات وقدرتنا على تحديدها وتمييزها على أوراق التخطيط كافية لمساعدتنا للحكم على مدى مطابقة هذا التخطيط مع التخطيطات الطبيعية أما إذا أردنا التعمق أكثر في قراءة التخطيط فعندها وجب علينا دراسة الإيقاعات الثانوية
مع العلم بأن موجات الدماغ تتغير من درجه لأخرى مع تلك التفاعلات النفسية من حالة الغضب أو الحزن وبهذا فلا بد عند إجراء التنويم من مراعاة الحالة النفسية للشخص في تلك اللحظة التي سنقوم فيها بالتنويم.


يتبع........... .
****
****
****
****
****
*****
****
****

مراحل وخطوات التنويم :

أولاً : دور الأحداث :
يتطلب إحداث حالة التنويم في الفرد قدراً كافياً من الاستعداد الذاتي لتقبل الإيحاء من مصدر ما والذي يأتي عادة من فرد يقوم بعملية التنويم غير أن هذا المصدر قد يكون الفرد نفسه أو تسجيلاً صوتياً أو حتى التواجد في مكان إيحائي . وتتم عملية وضع الفرد في حالة تنويم بضعة دقائق في المعدل غير أن لها أن تطول أكثر أو أقل من ذلك . وهو زمن يتقرر بدرجة الإيحاء التي يتمتع بها الفرد وبمقدرة المقوم على الإيحاء كما يتقرر بفعل عوامل أخرى وعلى العموم فأن الفرد الذي يقبل عملية التنويم يصبح أسرع استجابة لعملية إحداث التنويم بتزايد عدد التجارب السابقة التي استجاب فيها للتنويم .
والتقنية المفضلة عادة هي عن طريق زوجية تركيز انتباه الفرد إلى مجال أو شيء صغير محدد وبعزل هذا الانتباه عن كل مؤثر خارجي ويتم ذلك عادة بالتزامن مع الإيحاء بأن الفرد أخذ يميل إلى النعاس أو التناوم وهناك تقنيات أخرى عديدة يستعملها المنومون طبقاً لخبرة كل واحد منهم وكلها لاتخرج عادة عن نطاق السعي إلى إحداث حالة التركيز وحصر مجال الانتباه الواعي في نطاق ضيق .

التنويم :
حالة التنويم حالة غريبة من بين حالات الوعي فلا هي يقظة ولا هي نوم ولا هي بينهما كما هو النعاس حالة تتوسط بين اليقظة والنوم ، كما أنها ليست بمثل حالات الأحلام أو الغشيان أو سرحان الفكر ، وسر هذه الحالة هو الذي أثار اهتمام الناس وعجبهم من هذه الظاهرة منذ أقدم العصور وحتى الآن . ذلك أننا مازلنا لا نعلم علم اليقين ما الذي يحدث في الدماغ أو العقل في هذه الحالة كما أننا مازلنا جاهلين للكيفية التي تحدث فيها عملية التنويم فعلها المؤثر في الوعي والعقل . أما لإغراض علاجية أ و لإغراض أخرى .
مصطلح التنويم :
أصل كلمة التنويم مستمدة من مشتقات كملة نوم وخاصة لفظة نوم تنويماً بمعنى أرقده ، غير أننا لا نستطيع أن نثبت بأن أياً من مشتقات لفظة نوم قد تضمنت مفهوم التنويم كما نعرفه الآن .
أن كلمة تنويم العربية ترادفها كلمة هبنوس ( HYPNOSIS ) وهذه الكلمة مشتقة من اسم هبنوس HYPNOS وهو اسم اله النوم في الأساطير الإغريقية بأنه ابن الليل وشقيق إله الموت .
تعريف التنويم :
لا يتوافر تعريف شامل لظاهرة التنويم والذي يفي بخصائص هذه الظاهرة وهي خصائص متفاوتة الدرجات والمظاهر غير أن التعريف الحالي يعتبر أقرب هذه التعاريف لواقع هذه الظاهرة كما نعرفها الآن :
حالة متغيرة من الشعور الواعي والتي يتم إحداثها في شخص متعاون بفعل الإيحاء من قبل المنوم مما يؤدي إلى خلق حالة من تصدع الوعي الغيبان وفي خلال هذه الحالة فان الواقع في حالة التنويم يركز على جل انتباهه إلى ذلك الشيء أو الموضوع الذي أراده المنوم كما أن لمجموعة واسعة من التجارب من الهلاوس ومن فرط الذاكرة أو تشويهها ومن مختلف المسالك يمكن إحداثها بإيحاء من المنوم .
القابلية للتنويم :
يختلف المعنيون بموضوع التنويم في تقدير نسبة الناس الذين يملكون القابلية للتنويم والاستجابة له فمنهم من يقصر مثل هذه القابلية على نسبة قليلة من الناس لا تزيد على 10% ومنهم من يرى عكس ذلك وبأن كل إنسان تقريباً يملك الاستعداد للتنويم ويمكن تقدير قابلية الفرد للإيحاء ببعض التطبيقات والتمارين التي تعطي تقدير مبدئي لاستعداد الفرد مثل تجربة البالون .
ويمكن تقسيم قابلية الفرد للتنويم إلى ثلاثة مستويات ( أ ، ب ، ج ) ففي المستوى أ نجد بأن 30% من الناس الأسوياء يتمتعون بدرجة عالية من الإيحائية التي تؤهلهم للاستجابة السريعة للتنويم .. وفي الدرجة ب فانا نجد حوالي 45 إلى 60 % من الناس والذين يتمتعون بدرجة متوسطة من القابلية ... وفي الدرجة ج تضم حوالي 10 إلى 25 % من الناس فنجد أولئك لديهم نسبة قليلة من القابلية الإيحائية والذين يصعب بذلك تنويمهم .
عملية التنويم :
العنصر الأساسي في عملية التنويم هو أن يكون الفرد الذي يجري تنويمه متعاوناً مع الذي يقوم بتنويمه غير أن هناك عناصر أخرى تهيئ الفرد لعملية التنويم ، كاختيار المكان وظروفه ( بيئته ) وحالة الفرد أثناء علمية إحداث التنويم والهدوء خفوت الضوء .
إحداث التنويم :
حالة التنويم ليست حالة ( إما ) أو ( لا ) وإنما امتداد من حالة الوعي الطبيعي ومن ثمة الاسترخاء تدريجياً إلى الحالات العميقة من السرحان وهكذا يمكن إحداث درجات متفاوتة العمق من التنويم وإلى الحدود التي تتطلبها الحالة المرضية التي يعانيها الفرد الخاضع لتقنية التنويم ومع أن البعض يستجيبون ايجابياً فعل درجات بسيطة من التنويم كالإيحاء وهم متمتعين بالوعي الطبيعي أو بالإيحاء أثناء الاسترخاء إلا أن أفضل النتائج العلاجية تتم عادة عند القيام بعملية الإيحاء والفرد في درجة عميقة من التنويم .
أن التقنيات المستعملة في إحداث التنويم متعددة ومعظم هذه التقنيات تتضمن الإيحاء بالاسترخاء وإثارة الوتيرة الرتيبة وانشغال الفرد بالفانتزي وتنشيط الدوافع غير الواعية وبدء السلوك اللكوصي ( أي السلوك الذي يعود إلى فترة سالفة من العمر ) وهناك طرق مختلفة لإحداث التنويم الفعلية ، ومن أكثرها إتباعاً هي وضع الفرد في حالة استرخاء والطلب إليه توجيه انتباهه نحو نقطة معينة أو موضوع محدد وبمعزل عن أية مؤثرات خارجية ويصاحب ذلك الإيحاء المتكرر له وبصورة رتيبة ومملة بأنه بدأ ينعس أو على وشك النوم ولمثل هذا الأسلوب أن يضع الفرد في حالة بحران تنويمية إذا ما كان راغباً ومتعاوناً وفي خلال دقائق أو حتى ثوان معدودة وبالتكرار يمكن إحداث التنويم آنياً وتنتهي حالة التنويم بالإيحاء من المنوم وهذا يحدث بالحال . أما إذا ترك الفرد لوحده بدون إيحاء فانه يعود تدريجياً إلى حالته الطبيعية وفي بعض الحالات تتأخر العودة لزمن أطول ويفسر ذلك بأن الفرد يجد في حالة البحران التنويمية فائدة نفسية غير واعية له ومثل ذلك يحدث أيضاً إذا كان القائم بتنويم الفرد قليل الخبرة بتقنية التنويم .
ويمكن تطبيق عملية التنويم على فرد واحد أو مجموعة أفراد وقد أمكن تطبيقها على أعداد كبيرة بواسطة المذياع أو التلفزيون .
وكل إنسان متوسط ا لذكاء يمكنه أن ينّوم سواء كان ذكراً أو أنثى ، ولكن الأشخاص يتفاوتون في هذه القدرة رغم أنها موجودة فيهم أصلاً . ويمكن تحسينها بالممارسة وهذه القدرة تتطلب الثقة بالنفس والأمانة وحسن الخلق وحسن الإلقاء ذلك أن هذه الخصال تحمل الوسيط على الاطمئنان والثقة بالمنوم ومطاوعته مما يسهل حدوث التنويم ويعجل بحدوثها ( ).
التنويم الذاتي :
التنويم الذاتي هو عملية إجراء حالة التنويم في الفرد بفعل منه ومع أن أكثر هذه الحالات تتم عن طريق تعليم المنوم في البداية إلا أن البعض يمارسون إحداث التنويم في أنفسهم بدون إرشاد من المنوم وإذا كانت هناك ضرورة لممارسة التنويم على المدى الطويل فانه يفضل تدريب المريض على ذلك مع زيارته على فترات بهدف إسناد التدريب الأولي وإلا ضعفت مقدرة المريض التنويمية الذاتية ..
حالة التنويم :
نتيجة الإيحاء التنويمي واستجابة المنوم له يصبح الفرد في حالة من الوعي المتغير والتي تتسم بواقع سلبي من تفكك الوعي والتي يصبح فيها الفرد بالضرورة متوجهاً نحو ذلك الشيء الذي يرغب المنوم توجيهه إليه وبمعزل عن المجالات الأخرى من الوعي والإدراك التي يتمتع بها عادة ونتيجة لذلك فأنه يصبح بإمرة وتوجيهات المنوم ويعمل طبقاً لتوجيهاته وبدون تردد ( إلا في تلك الأمور التي أما تخالف ضميره أو مثله أو لها أن تحلق الضرر به أو بغيره ) وتتواصل حالة التنويم بالقدر الزمني الذي يرغب فيه المنوم ويستطيع إدامته .
ثالثاً : الإيحاء التالي لحالة التنويم :
ويقصد بذلك مايوحي به المنوم للمنوم أثناء حالة التنويم لكي يقوم به في زمن مابعد انتهاء حالة التنويم .
ويتم ذلك بتوجيه الفرد المنوم لأن يقوم بعمل ما عندما يتعرض إلى كلمة معينة أو حافز منبه معين ويقتضي على الفرد أن لا يتذكر هذه الكلمة أو الحافز في وعيه وبهذا فان التعرف عليه يظل غير موعي عنده غير أنه يعمل بموجبه عندما يتعرض له كما أن الفرد لايملك المعرفة بسبب قيامه بذلك الفعل .
الخروج من حالة التنويم :
الخروج من حالة التنويم تتم عادة بصورة أسرع من إحداث حالة التنويم وذلك بإصدار الإيحاء للمنوم بأنه يستطيع الخروج من حالته القائمة ولهذا الإيحاء أن يكون كلامياً أو عن طريق واسطة حسية يتعرض لها ويقوم المنوم عادة قبل إخراج الفرد من حالة التنويم بالإيحاء له بأنه سينسى كل شيء حدث أو تعرض له أثناء حالة التنويم .
الظواهر الحادثة أثناء التنويم :
أن العديد من الظواهر يمكن أن تحدث أثناء التنويم ومن هذه التغيير في الشعور وظهور الهلاوس والتذكر والنسيان أو تشويه الذاكرة ونكوص الذاكرة إلى مراحل حياتية سابقة واتخاذ أوضاع جسمية معينة لمدة طويلة غير أن أهم مظهر للتنويم هو ما يلاحظ من زيادة عظيمة في تقبل الفرد المنوم واستجابته لما يتلقاه من إيحاءات من الذي قام بتنويمه غير أن المدى الذي يذهب إليه الفرد في ذلك والاستجابة له يخضع دائماً لمدى تقبله أو رفضه لما أوحى به المنوم له ، وله طبقاً لذلك أن يستجيب إيجاباً أو سلباً بأن يصبح أصم أو فاقد للبصر أو الاستجابة بالنسيان أو غيرها وعادة لايستجيب الفرد فيما يخالف أو يتنافى مع مصالحه ومثله .
ومن مظاهر التنويم هي ظاهرة الإيحاء التالي للتنويم والمقصود بذلك القيام بالإيحاء للمنوم أثناء فترة تنويمه بأن يقوم بفاعلية معينة في وقت مابعد خروجه من حالة التنويم ، كأن يطلب إليه بأن لايحس بالألم عند إجراء عملية جراحية له في وقت لاحق أو بأن لا تشعر المرأة بالألم عند الولادة أو أن لا يشعر بالألم الناجم عن آفة سرطانية أو أن يحلم بحلم معين خلال النوم وفي مثل هذه الحالات يطلب إلى الفرد أن لايتذكر ماتم الإيحاء به إليه خلال التنويم .
من الظواهر الأخرى التي لها أن تحدث أثناء التنويم هي الظواهر التالية:
1- النومشة : أو المشي خلال النوم وهي حالة يجمع فيها الفرد المنوم إلى درجة عميقة بين المظاهر الخارجية والسلوك المناسب للشعور الاعتيادي غير أنه في نفس الوقت على استعداد لإظهار أي نوع من أنواع السلوك التنويمي باستجابة سريعة وحتى تلقائية مما يتوفر له من إمكانية لإظهار مثل هذا السلوك .
2- ظاهرة التصدع ( اللاإرتباطية ) والتي تتم بالانفصال ما بين القيم الذاتية والقيم الموضوعية ولهذه الظاهرة أن تسمح له بالقيام بتعلم مخصص وبدون أن يثير ذلك أي اعتراض أو انفعال ذاتي مانع لما تع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabtlhabeb.alafdal.net
 
التنويم المغناطيسي من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التنويم المغناطيسي من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل.
» التنويم المغناطيسي +اليوجا+العين الثالثة+......
» تقنيات التنويم المغناطيسى
» أريد تعلم الروحانيات من لألف الى الياء
»  التنويم الذاتى للأنسان خطوات بسيطة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة العالم و المعالج الروحاني الادريسي :: مملكة الباراسيكولوجيا-
انتقل الى: