ما هي النفس
النفس
هي التي تحدث الأنسان بالعجب والكبر و سوء الخلق وأرتكاب المعاصي ويوجد
بعض الجهلة ممن يفسرون أقوال النبي (ص) والحكماء على هواهم حتى يتسنى لهم
الشهرة الكاذبة التي سوف توديبهم إلى نار جهنم ويقولون أن النفس هي التي
تتحرر من الجسد وهي التي تأمرك بالمعروف وتنهاك عن المنكر وهي التي تتحرر
من الجسد وتوصلك إلى مراحل الكشف ،يا الله ما أغبى هؤلاء القوم كيف يخلطون
بين النفس التي تودي بهم إلى المهالك وصفاء الروح الذي يودي إلى
الحقيقة
وهم يأخذون دليلهم من أستاذهم وأنا أخذ دليلي من الحبيب محمد (ص) قال رسول
الله (ص) : ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) والمراد من
الجهاد الأكبر جهاد النفس كما قال رسول الله (ص) : ( أعدى أعدائك نفسك
التي بين جنبيك ) فلا تحصل محبة الله تعالى : إلا بعد قهر الأعداء من
النفس الأمارة واللوامة والملهمة ، فتطهر من الأخلاق الذميمة و البهيمية
كمحبة زيادة الأكل والشرب والنوم واللغو والسبعية كالغضب والشتم والضرب
والقهر والشيطانية كالكبر والعجب والحسد والحقد وغير ذلك وإذا تطهرت منها
فقط تطهرت من أصل الذنوب .
ولقد قسم الشيخ عبد القادر الجيلاني النفس
إلى سبعة أنفس الأولى النفس الأمارة الثانية النفس اللوامة الثالثة
الملهمة الرابعة المطمئنة الخامسة الراضية السادسة المرضية السابعة
الكاملة . وقال عنها النفس الصافية .
دائرة النفس الأمارة بالسوء وهي
نفس الأولى هي دائرة صفات الكفر والعناد فإذا رأى الأنسان في رؤياه
خنزيراً أو كلباً أو فيلاً أو عقرباً أو حية أو فأرة أو من البراغيث أو
القمل أو من الحمار أو من الجمادات كالمزبلة والخمر والحشيش والأفيون
أمثال هذا كالمخمرة والماء الراكد الكدر والجاري الكدر من خواص الأمارة
فالأنسان إذا كان متصفا بهذه الصفات يكون تابعاً لهوى نفسه ويحتاج للرياضة
الروحية وتصفية النفس .
دائرة النفس اللوامة : وهي نفس الثانية فإذا
رأى الأنسان في رؤياه الغنم أو البقر والجمال والسمك والحمام والوز
والدجاج والنحل ومن الجمادات مثل الأطعمة المطبوخة والثمار وإذا رأى
ثياباً مخيطة أو فرساً بلا سرج أو شمعاً بلا شعلة أو دكاكين
أو
عمارات أو قصور والبيوت أو السقيفة أمثال هذا مثل السكر والعسل والأشربة
يقال لها اللوامة فإذا كان الأنسان متصفا بهذه الصفات والتخيلات تكون
النفس اللوامة مسيطرة عليه .
ونبين شرح حال دائرة النفس اللوامة
فالغنم صفة الحلال والبقر صفة نفع الأنسان مالجمل يكون حاملا للا ذى كما
قال النبي (ص): شرط المؤمن أن يحمل الأذى ويترك الأذى .
والسمك من
الكسب من الحلال والوز والدجاج والحمام وأمثال هذه تدل على الحلال والنحل
العسل يدل على الأخلاق الحميدة والأطعمة المطبوخة أشارة لطبيعة نفسه
والثمار أصلاح وأخلاص نفسه من الكلام والكدورات والبيوت والدكاكين تدل على
سكون نفسه .
دائرة النفس الملهمة وهي النفس الثالثةإذا رأى ناقسا من
الأنسان كالنساء والكفرة والعراية والملحدة والغزلباشية ومقصوص اللحية
والأعرج والأكسح والأطرش والأخرس والعبيد والأجرد والسكران والمخنث
والحرامي والمضحك والمصارع والعساس والحكرى والدلال والقصاب والأحول
والأعمى وصاحب الدف والقردة فإذا رأى هذه الأشكال كانت إشارة للملهمة
فيحتاج إلى الرياضة والبروز والخلاص منها .
ثم نفصل ما في هذه
الدائرة فالأنسان إذا رأى نساء يدل على نقصان عقله والكفرة على نقصان دينه
والرفض يكون ناقص المذهب ومقصوص اللحية أو المحلوقة ناقص الشرع والأعرج هو
أن يدعى إلى الحق ولم يمتثل إليه والأعمى أن يكتم الشهادة والأطرش الأصم
هو أن لايسمع للشريعة ولا إلى الوعظ والأخرس هو أن لا يتكلم بالحق والعبد
الأسود هو أن لا يتكلم بعيب الأخر في وجهه والأجرد هو أن يكون تارك السنة
والسكران المحشوش عشق مجازى والقمارى والمصارع والمضحك يدل على ترك
العبادة والمباشرة بالحرام واللصوص وهو أن يظهر عبادته رياء للناس والدلال
هو أن لا يكف نظره من محارم الناس والقصاب صفة قساوة القلب والأحوال يدل
على ضلالته .
دائرة النفس المطمئنة وهي النفس الرابعة