وتكلَّم مرةً جِنِّيٌّ في مصروع فقال : ( أحسنُ موضعٍ لنا قصور الأفراح ، خصوصاً إذا تبرجت النساء فهُنَّ عندنا كـ " الْحُور العِينِ " عندكم ! ) .
وفي ( جِدّة ) كان هناك عرس في بعض القصور التي تسمى " قصور الأفراح " ، وقد دُعِي إليه بعضُ أقاربِ العروس،فوافق أن يجيء هو وزوجته وبناته لكن بشرط أن لا يكون هناك غناء ولارقص،فأجابت أمُّ العروسِ لذلك ، ولَمَّا حضَرَهو وأهله وجلسوا قليلاً اهتزَّت الأرض من هيَجان الرقص والغناء! ، وفي الحال استدعى الرجل زوجَتَه وبناته وخرجوا ؛ لكن الذي حصَل أن العروس سقطت في بعض الدَّرَج ، فأصابتها حالة صعبة ! ، فذهبوا بها إلى مَن ينظر ما أصابها ، وفي صباح الغدِ سَألَتِ امرأةُ الرجل - الذي خرَج من القصر هو وإياها وبناته لَمَّا قام قائمُ الرقص والغناء - أمَّ العَروس عن حالِهَا ، فأخبَرَتْها بالذي أصابها من الدَّرَجَة ، فقالت لها المرأة : ( الذي أصاب ابنتك صرْع ، وقد رأيتُ ذلك في منامي بسبب الرقص والغناء ! ) .
فمن تعرَّض لِمَساخط ربه فلا يلوم إلا نفْسه إذا أصابه ما أصابه ! .
وهَلاَّ يخشى مَنِ استهان بالمحرَّمَات إذا وقع في المصائب أن يقال له :
فَنفْسَـكَ لُـمْ ولاَ تلُـمِ الْمَطَايَـا !
ومِمَّا وقَع - أيضاً - في وقتنا هذا أن امرأةً راقية صالحة في ( بريدة ) ترقي النساء المصروعات ، ولَمَّا تكلم جِنِّيٌّ في واحدةٍ منهن ذكر أنه خرج من امرأةٍ ودخـل بأخرى ، فسألته الراقيـة عن ذلك ، فقال : ( إنِّي طَلَعْتُ منها) ، فقالت : «ولِمَاذا طلَعْتَ منها ؟!» ، فقال : (لقد انتهيتُ منها حيث إنها ماتت وهذا مطلبي !) ، فقالت الراقية : « حسبي الله عليك» ، وذَكَرَتْ له آية قتل النفْس ، فأجاب - متباعداً - : ( إنَّ هذه المرأة عندنا غير معصومة الدَّم ! ، والسبب أنها دائماً تشاهد المسلسلات وبيتها كله صُوَر ! ) ، ثم قال على صفةِ السخرية : ( إنها تذهب لِمَن يَقرأ عليها ولا تنتفع لأجل الصُّوَر ! ) ، ثم سألتْه الراقية : وماذا تفعل بكم الصور ؟! ، فقال : ( تَجْمَع الشياطين ! ) .
وعلى هذا فكم تجمع ( الجريدة ) الواحدة من شيطان ؟! ، بل كم تجمع من الشياطين صفحةٌ واحدة من صفحاتها حيث إنها منقوشة بالصُّوَر ؟! .
بل لقد صاركل خبر قرين صوَر،ولَم يبقَ إلا الزنا إذا ذكروه صوّروه!، فَلْيَهْنِ مَنِ استهانوا بِحُرُمات الله قُرْبُ الشياطين منهم ! .
وقد حضر رجل عند قارئ يقرأ على بنت مصروعة ، فلما نطق الجني سأله الحاضر عن الصور ! ، فقال الجني : ( مع كل صورة شيطان ! ) ، فيا تُرى كم مع كل جريدة ومجلة من شيطان ؟! ، بل ومع كل درس باطل ؟! ، وإذا كان هذا في الصور وجذبها الشياطين وأنها مادة شيطانية فكيف بالأشرطة بلا استثناء ، والراديو بلا استثنـاء ، والشاشـات بلا استثناء ، والدروس التي ليست من مشكاة ( محمـد )صلى الله عليه و سلم ؟! ، ولا ريب أن مقارنة الشياطين لهذه المحدثات والخوارق وأشباهها مما دخل على المسلمين في زماننا من أعدائهم حاصلة بصورة خطيرة فظيعة شنيعة ، لكن كما يُقال :
مَا لِـجُـرْحٍ بِمَـيِّـتٍ إِيـلاَم ُ!
وقد ثبَت في الحديث أنَّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ، ومعنى ذلك أنه يكون مأوى للشياطين ، ومع هذا فليس المراد تَرْك الأذكار والأوراد مع وجود هذه المنكرات ، وإنما المراد التنبيه لذلك وأنه يضعف التأثير مع وجودها وقد لا يحصل الأثر عقوبةً لمرتكبها ! .
ولَمَّا قرأتْ راقيةٌ على بعض المصروعات قال الجني : ( اتركيني أردّ على الجوال ) ! .
وتكلم جنِّيٌّ على لسان مصروعه فقال : ( إذا اشتغل " التلفزيون " صِرْنا واحد فوقه ، وواحد عن يمينه ، وواحد عن يساره ، والباقي بين المشاهدين حتى لو حرَّك أحدُهم يدَه لَلَمَسْنا ) ! .
وقد قال رجلٌ للحسن البصري : ( أينام إبليس ؟! ) ، فقال : ( لَوْ نام لَوَجدنا راحة ) .
قال ابن تيمية ~ : ( وإبليس وجنوده من الشياطين يشتهون الشَّرَّ ، ويلْتَذُّون به ، ويطلبونه ، ويحرصون عليه بمقتضى خُبث أنفسهم وإن كان مُوجباً لعذابهم وعذاب من يُغْوُونه ، كما قال إبليس (فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ -إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).
وقرأ قارئٌ على بنتٍ صغيرة ، فنطق الجني وقال : ( نَحْن سبعة عشر شيطاناً ، دخلنا فيها إعجاباً بها لأنها فَتَنَتْنا بلبس " البنطلون " ! ) انتهى كلامه ، ولقد كثر لبس البنطلونات والثياب القصيرة في البنات والكبيرات ، وهو تشبُّه بالكفار ، قال « حَسَن بن صالح »~ : سَمِعْتُ أنَّ الشيطـانَ قال للمرأة : ( أنتِ نصف جُنودي ، وأنتِ سهمي الذي أرمي به فلاَ أُخطئ ، وأنتِ موْضع سِرِّي ، وأنتِ رسولي في حاجتي !! ) ، كذلك كَـثُر لبس الأولاد للبدلات وهو تشبه بالكفار ، وقد نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن التشبه بهم حيث قال صلى الله عليه و سلم : ( مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم ) ، وأن مِنْ عِلَلِ التشبه بهم ما ذكره شيخ الإسلام ~ بأن التشبه في الظاهر يدعو إلى المودة في الباطن ، وغير ذلك من العلل ، والتشبه بالكفار باللباس محرَّم لِمَا جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه قال : رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم عليّ ثوبين معصفرين ، فقال : ( إنَّ هذه مِن ثيابِ الكفار ، لا تلبسها ) رواه مسلم وغيره .